كل ماقدّمه
فنان العرب
في مشواره الفني من ألبومات وأغاني مصورة وجلسات
على جهاز
Apple iPod
بكمية محدودة جداًتحالف «عبده ـ روتانا» ينقل صناعة الموسيقى العربية من عصر «الكاسيت» إلى زمن «الآيبود»
عبر جهاز خاص يضم أعماله كاملة ويصل سعره لأكثر من
1300 دولارجدة: علي مطير
يأخذ خط الإنتاج الفني منعطفا جديدا في السعودية والعالم العربي، بإطلاق شركة روتانا، أول مجموعة غنائية كاملة للفنان السعودي محمد عبده عبر تقنية حديثة لتشغيل وعرض الاعمال الصوتية والمرئية «آبل أيبود». ويتوقع طرحه للتداول خلال أيام عيد الفطر. ويمثل ذلك باكورة إنتاج الشركة لهذا النوع من التقنية التي بدأت تغزو الأسواق العالمية بشكل كبير.
وتأتي هذه الخطوة الزمنية لتغير بشكل جذري في مفهوم صناعة الموسيقى في العالم العربي، حيث ظل «الكاسيت»، هو المسيطر الأساسي طوال العقود الثلاثة الماضية، والاستفادة من التقنيات المتطورة في خلق روح تنافسية جديدة بين شركات الانتاج الفني من جهة، وبين أرقام مبيعات الفنانين وارتباطها بمدى شعبيتهم من جهة أخرى.
وذكر إبراهيم بادي، مدير العلاقات والإعلام في مجموعة روتانا، أن الفكرة جاءت بمبادرة من «روتانا» في أن يكون هناك جهاز «آيبود» مصمم بشكل خاص و«أنيق» لفنان العرب محمد عبده، ويضم جميع أعماله الرسمية، وأن الفكرة لاقت استحسان عبده، مشيرا إلى أنها لم تكن ضمن العقد الفني الذي وقع بين «روتانا» ومحمد عبده قبل نحو عامين.
وأضاف بادي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن اختيار الفنان محمد عبده، ليكون باكورة إنتاج «روتانا» لهذه النوعية من الأفكار، يأتي لاعتبارات كثيرة، من أهمها، وجود أرشيف ضخم صوتي ومرئي للفنان محمد عبده، ساعد في تنفيذ الفكرة بالشكل المخطط له، إضافة للشعبية الكبيرة التي يحظى بها عبده في العالم العربي، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك فنانين آخرين في الطريق ستطرح أعمالهم بنفس الأسلوب، دون أن يفصح عن تلك الأسماء. وأكد مدير العلاقات والإعلام في «روتانا»، على مسألة أن اللجوء لأفكار متطورة في طرح إنتاج وأعمال الفنانين، تأخذ في الاعتبار ما يعانيه العالم العربي من غياب لحقوق الملكية الفكرية، وما ينجم عنه من أعمال نسخ، تضر بمبيعات سوق الكاسيت، غير أنه شدد بأنه حتى في حالة لو كان هناك حفظ للحقوق، فإن أفكارا من هذا النوع لا بد أن تكون في أجندة الشركات للمنافسة بشكل قوي واحترافي.
وحول تكلفة الجهاز المصمم خصيصا لفنان العرب محمد عبده، والذي يحوي أكثر من 70 ألبوما، و250 عملا مصورا، ولماذا الكمية محدودة كما أعلنت «روتانا»، أبان بادي، بأن الجهاز ستبلغ تكلفته نحو 5 آلاف ريال (1333 دولارا)، كما يمكن للشخص إضافة أي أعمال أخرى يريدها في جهازه، مضيفا أن طرح الجهاز بكميات محدودة هي مسألة خاضعة لسياسات النجاح بالعمل من جميع جوانبه.
وأشار إلى أن ثالث أيام عيد الفطر، سيعاد لقاء الفنان محمد عبده، الذي عرض الشهر الماضي، وستتبعه إعلانات مكثفة على قنوات «روتانا»، تشرح أرقام الاتصال وطريقة شراء الجهاز التي ستتم بالاتصال والطلب وليس العرض، على أن تقوم الجهة المسوقة بإيصال الجهاز إلى المشترين. وجاءت ردود الأفعال عند جمهور الفنان محمد عبده، عبر مواقع الانترنت المهتمة بمتابعة أخباره، لتكشف مدى إعجابهم بالفكرة، التي يرون أنها جاءت من جهة لتؤكد شعبية فنانهم الأميز على مستوى الخارطة العربية، وهي كذلك تحقق تطلعاتهم في الحصول على أعمال فنانهم، بجودة عالية، ترافقهم في أي مكان، دون الحاجة لمشغلات أقراص (سي دي)، أو ما سواها من التقنيات التي تتطلب وجودهم في مكان الجهاز.
ويرى متابعون، أن خطوة عبده الفنية، ستنعكس على وصوله للشرائح العمرية الاكثر متابعة مع التقنيات الحديثة وتتواصل معها بشكل أسرع، وأن هذا سيعزز من حضور الأعمال «القديمة» نسبيا في مشوار محمد عبده، في ذاكرة الاجيال الجديدة من الشبان والشابات، وهو أحد الاهداف التي أكد عبده في أكثر من مناسبة أنها تأتي في قائمة اهتماماته أن تبقى ذائقة الجمهور مرتبطة بالفن من الطراز الرفيع.
وأبدى آخرون، استعدادهم لنقل أغاني عبده المرفقة في جهاز «الآيبود»، بمجرد الحصول على نسخة واحدة، وطرحها في منتدياتهم ليتسنى للبقية تحميلها «مجانا»، وهو الامر الذي تحاربه شركات الانتاج بقوة، لكنها ماتزال حتى الان غير قادرة على ضبطه «قانونيا». إلا أن تصريحات مسؤولي «روتانا» تشير إلى مراهنتهم على نجاح الفكرة، والإعداد الجيد لها، بما يشجعهم على الاستمرار فيها، وإطلاق وعود جديده في المستقبل القريب بإدراج أفكار أخرى، مثل عرض أعمال مصورة، بطريقة «الفيديو الكليب» على موقع روتانا الالكتروني.
و«الآيبود» هو جهاز مشغل للصوتيات والمرئيات، وهو أحدث أجهزة الملتيميديا في العالم، ويأتي بسعات مختلفة حسب أجيال التصنيع، ويمكنه تخزين وعرض الملفات، بطاقة استيعابية كبيرة، يمكنها تحميل الاف الاغاني والملفات المرئية، وبجودة عالية، كما توجد لديه خصائص أخرى كمفكرة لتنظيم المواعيد وغيرها من الامور الرقمية الأخرى في تسهيل حياة الناس.